top of page
MeryemBrahimiIcon.png

إدارة الأزمة في العلاقات الدولية: نموذج أزمة شمال مالي 2011-2013

تعتبر الأزمات الدولية ظاهرة متكررة ترتبط بطبيعة النظام الدولي المبني على الإعتماد المتبادل كحتمية -اساسها تشابك العلاقات والمصالح بين الدول- من المهم البحث فيها لإيجاد مقاربات مناسبة لتفادي الوقوع في الأزمات الدورية٬ التي تؤدي إلى نشوب حروب وصراعات ممتدة.

أولا- ادارة الازمة في العلاقات الدولية

1 - ماهية الأزمة في العلاقات الدولية


أ‌- مفهوم الازمة الدولية

يصف رواد مدرسة صانع القرار الأزمة بانها وضع ارباك لصانع القرار بسبب عنصر المفاجأة والتهديد٬ الذي يفرض عليه حلاً من إثنين؛ إما المواجهة أو الاستسلام، على غرار ماذهب اليه هولستي. على جانب آخر يرى رواد المدرسة النسقية أن الأزمة الدولية تتميز بالطبيعة النسقية في التطور، وهو مايركز عليه لينيث بولدنغ بربط الأزمات بالنظام الدولي والنظام السياسي للدولة٬ لأن هناك أزمات دولية كانت في الأساس أزمات أنظمة سياسية معينة.

اشارت المدرسة التوفيقية إلى التوجهين السابقين٬ بوصف الأزمة الدولية كذا مسارها النسقي، فيرى مايكل بريتشر أنها حالة تدهور وإرباك في العلاقات بين دولتين أو اكثر٬ بسبب تغيرات في البيئة الداخلية أو الخارجية لأحد الأطراف٬ تضع صانع القرار تحت ضغط الوقت والتهديد.


ب‌-ظهور مصطلح إدارة الأزمة الدولية

ظهر مصطلح الأزمة في السياسة الدولية خلال القرن التاسع عشر٬ تم حينها اعتبار الأزمة الدولية مرحلة بينية بين السلام والحرب. أما بالنسبة لمصطلح إدارة الأزمة الدولية فبرز مع أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962 ٬ التي بلغت من الحدة درجة احتمال انفجارحرب نووية٬ الأمر الذي دفع المعسكَرين إلى العمل الجاد على إيجاد طرق لإدارة الأزمات بينهما٬ إذ قال وقتها وزير الدفاع الامريكي آنذاك ماكنامارا أن ”الحديث قد أصبح حول إدارة الأزمات لاغير“.



2 - أسباب الأزمة الدولية

قد تكون أسباب الأزمة الدولية كامنة في البيئة الداخلية أو الدولية أو البيئتين معاً، وهنا يمكن الإشارة إلى الحرب الإهلية بين الهوتو والتوتسي، التي تحولت إلى حرب بين كل من رواندا والبورندي خلال سنوات التسعينات، أدت إلى موت مايقارب خمس ملايين إنسان في الزايير-الكونغو حالياً- بسبب لجوء الهوتو إليها٬ إضافة إلى مقتل رئيسي البلدين ووفد من السياسيين. ويعود هذا التدهور الخطير إلى تجاهل الإسباب البنائية التي دفعت التوتسي إلى تشكيل تنظيم عسكري لإستعادة الحكم في رواندا٬ والذي سيطر عليه الهوتو بالإنقلاب على النظام الملكي للتوتسي سنة 1959.

هناك من يربط أسباب الأزمة الدولية بطبيعتها أو بالأحرى بنوعها٬ فإذا كانت سياسية فأن أسبابها كذلك. لكن قد تبدو الأزمة سياسية اوأمنية أسبابها الحقيقية اقتصادية أو إجتماعية ، فيوضع هذا النوع من الاسباب ضمن خانة الأسباب غير المباشرة.


- الاسباب المباشرة للازمة الدولية:

شكالية الحدود لدولة ما بعد الاستعمار: حرب الرمال بين الجزائر والمغرب في أكتوبر من عام 1963

تهديد المصالح القومية: يمكن الإشارة إلى تهديد الأمن القومي الخليجي والعربي عموماً فيما يعرف بأزمة قطر سنة 2014.

التدخل في الشوون الداخلية: أزمة العلاقات السعودية الكندية بسبب التدخل في الشؤون الداخلية للملكة السعودية من طرف كندا في أغسطس 2018.

الصراع الأيديولوجي: أغلب الأزمات خلال الحرب الباردة كانت لاسباب أيديولوجية

افتعال الأزمات الداخلية من أطراف خارجية: بعض الصراعات في افريقيا التي نشبت بسبب دعم المستعمر سابقاً لأطراف معادية للنظام القائم مثل ما حدث في رواندا في 1994 حين دعمت فرنسا حكومة الهوتو، إذ يتهمها الرئيس الرواندي الحالي بول كاغامي، بأنها كانت طرفا في الابادة لأنها لم تبذل الجهد الكافي لوقف المذابح في تلك المنطقة.

اسباب نفسية ترتبط بالعقلانية وشخصية صانع القرار : شخصيتي كل من دونالد ترمب وكيم جونج من السهل ان تسبب تصريحات هاتين الشخصيتين ازمات دولية.


- الاسباب غير المباشرة:

اقتصادية: الفقر٬ البطالة و نقص الموارد.

سياسية وأمنية: غياب العدالة في التوزيع والتداول على السلطة في ظل الفساد والاخطار الامنية .

اجتماعية: ضعف مستوى الوعي لدى المواطن يظهر من خلال التخلف٬ الانفجار السكاني والتوتر الاثني.

جغرافية: صعوبة المناخ الذي يسبب احياننا كوارث طبيعية لا يملك النظام قدرات كافية للتعامل معها.

اسباب فنية: سوء الإدارة والتقدير في ظل تعارض المصالح اضافة الى الاخطاء البشرية غير المتوقعة.


3- مراحل الازمة:

الميلاد: تبدأ الأزمة بشعور أحد الأطراف بالتهديد من خلال: تشهير إعلامي - تصريحات غير ودّية

التوسع: تتطور مظاهر الأزمة إلى الإدانة و سحب السفراء

النضج: تصل الأزمة إلى ذروتها وتُتخذ إجراءات مثل الحصار و إجراءات عسكرية معينة

التقلص: التهدئة وتناقص مستوى الحدة

التلاشي: تنتهي الأزمة بأساليب سلمية أو عسكرية حسب إرادة مختلف أطرافها وطبيعتهم


4- مميزات ادارة الازمة الدولية


• تمر جميع الأزمات بالمراحل سابقة الذكر سواءً تم القيام بأدارتها أو لا، لكن مفهوم الإدارة يهدف إلى توجيه الأزمة نحو نتائج معينة حتى تلاشي، لأن استمرارها قد ينجم عنه صراع دائم كما قد ينجم عنه وضع جديد استفاد منه طرف بسبب قوته، غير أن ذلك لا يخدم السلام والأمن الإقليمي والدولي.

• هناك مقاربتين لإدارة الأزمة٬ الأولى تركز على القضاء على الأزمة كعنصر سلبي بالطرق المناسبة٬ أما التوجه الثاني فيسعى للإستفادة منها كفرصة للحصول على مكاسب٬ وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي السابق (الأسبق) ريتشارد نيكسون٬ بتشبيهه الأزمة الدولية بطريقة كتابة الكلمة في اللغة الصينية٬ التي تشمل جانبين سلبي وإيجابي، خير وشر، فرصة وخطر.

• يحمل هذا التوجه مجازفة قد تزيد من خطورة الأزمة وتعقدها٬ إذا تم الضغط على أحد أطرافها٬ الذي قد يلجا فجأة للخيار العسكري رغم قصور قدراته٬ الأمر الذي تسعى إدارة الأزمة لتفاديه. كما قد يؤدي إلى دخول طرف ثالث شعُر بتهديد مصالحه فيغير مسار وحسابات كل الأطراف.

• مفهوم إدارة الأزمة مرن٬ يتميز بمحدودية الوقت ونقص المعلومات.

• تحرص الإدارة على ضرورة وجود تواصل بين أطراف الأزمة لتجنب الخطأ في التفسير والتقدير.

• ”تحاول إدارة الأزمة تفادي رد الفعل القوي الذي لا يناسب الوضع القائم٬ لأنه من شأنه توسيع مجال الأزمة. لكن في بعض الحالات يتوجب استخدام رد فعل قوي“


5- صفات فريق ادارة الازمة

• من أهم صفات المتعاملين في إدارة الأزمة هي القدرة على الرقابة والسيطرة٬ فهم يتمتعون بشخصيات قوية مجازفة لكن بشكل حكيم، يعتمدون على التحليل واتخاذ القرار الصائب في أسرع وقت.

• فريق الأزمة صغير ومحدود الأعضاء تجمعهم الثقة في تبادل المعلومات٬ إذ لا يمكن التعامل مع الأزمة من خلال فريق كبير للإدارة في الظروف المعتادة٬ الذي يعد من الطبيعي وجود المنافسة والطموح بين أعضائه.

• يملك فريق الأزمة سلطات تخوّله لاتخاذ قرارات بشكل يتخطى الإجراءات التقليدية المعمول بها في الظروف العادية.

• يتمتع فريق إدارة الأزمة بذهنيات حادة ودرجة تحمل عالية.


6- اساليب ادارة الازمة الدولية:

أ‌- الأسوب السلمي:

• يركز هذا الاسلوب على العنصر الانساني٬ من خلال تحريك العواطف باستخدام الاعلام والدبلوماسية العامة٬ يبرز اكثر خلال المرحلة الوقائية حين توقع الازمات.

• أشارت المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة إلى أولوية استخدام الأساليب السلمية في التعامل مع الأزمات والنزاعات الدولية٬ فنصت الفقرة الأولى على وجوب إيجاد حل بطرق سلمية للنزاع الذي من شانه تهديد الأمن والسلام الدوليين٬ من خلال المفاوضات٬ التحقيق٬ الوساطة والتوفيق٬ كذا التحكيم والتسوية القضائية٬ إضافة إلى اللجوء إلى المنظمات الدولية والإقليمية٬ تاركة حرية الاختيار للدول بين هذه الوسائل.

ب‌-اسلوب الردع: الضغوط الاقتصادية والتهديد باستخدام القوة مع استخدام الأساليب السلمية

ج- الاسلوب العنيف: الحصار والعقوبات الاقتصادية كذا استخدام القوة العسكرية


7- الادارة الفعالة للازمة الدولية:• التشخيص وتحديد طبيعة الأزمة: لا توجد أزمتان متشابهتين تماماً، فلا يمكن من خلال التشابه استخدام نفس الأساليب٬لأن محركات الأزمات ومساراتها تختلف٬ فالاختلاف مهما كان بسيطاً قد يؤدي إلى نتائج مغايرة٬ لهذا فإن أهم مرحلة في إدارة الأزمة الناجحة هي التشخيص وتحديد طبيعتها بالتعمق في العلاقات والتفاعلات المتشابكة لرصد المسار الذي رفع مستوى التوتر الى مرحلة التأزم.

• معرفة طبيعة النظامين الدولي والاقليمي الذي تتواجد فيه الأزمة

• الإمكانيات الاستراتيجية إقليمياً ودولياً:

ترتبط فعالية إدارة الأزمة بمدى تماسك الدول التي تعد أطرافاً فيها اوداخل إقليمها.

التكلفة المناسبة: تحديد الأساليب والوسائل المناسبة في التعامل معها٬ انطلاقاً من تشخيص طبيعتها والتكهن بأكثر الأساليب فعالية في كل مرحلة.

الوقت الملائم: من خلال متابعة نسق الأزمة واتجاهاته لتحديد متى تستخدم الوساطة أو القوة.

الأداء الجيد: تفادي استخدام أساليب وطرق قد تغذّي الأزمة، يمكن الإشارة إلى الطريقة التي استخدمها الرئيس المالي امادو توماني توري٬ كذا علي عبد الله صالح من خلال تعاونه مع الحوثيين٬ فكان سوء تقدير للأسلوب والتوقيت٬ مما عقّد الوضع أكثر في اليمن وأدى إلى مقتله.

• تتلخص استراتيجيات ادارة الازمة الدولية كما يلي

الاستراتيجيات الهجومية:

الابتزاز التهديدي

الضغط المحكوم

حبس النبض

الامر الواقع

الاستنزاف

الاستراتيجيات الدفاعية:

القهر والاجبار

التصعيد المحدود

الخطوة خطوة

اختبار القدرات

رسم الخطة

نقل التعهد



ثانياً- ادارة الأزمة في مالي:

بالرغم من أن جمهورية مالي تعد ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا، إلا أنها مصنفة ضمن خمس أفقر الدول في العالم


1- اسباب الازمة في مالي :

تعتبر أزمة مالي أزمة مركبة "سياسية وأمنية" اذ تواجه البلاد مزيجا من التحديات تتمثل في:

§ ضعف الحكم والأزمة الدستورية.

§ التمرد المسلح.

§ زيادة معدلات الجريمة المنظمة خاصة تجارة المخدرات والأسلحة الخفيفة٬ كبقية دول الساحل والصحراء٬ التي اصبحت تمثل ثاني اكبر سوق للاسلحة الخفيفة في العالم.

§ انتشار الاسلحة الثقيلة ووقوعها في ايدي الجماعات الارهابية والمتمردين بعد تفكك الجيش الليبي.

هذه المتغيرات قادت البلاد نحو ما يعرف بالأزمات المزدوجة؛ نظام حكم مؤقت وهش جاء بعد انقلاب عسكري في مارس 2012، كذا سيطرة جماعات مسلحة متطرفة على شمال البلاد.


2- الواقع الاجتماعي شمال مالي:

• يبدو الشمال غير موحد عرقياً فهو لا يحوي الطوارق وحدهم، بل هناك العرب والفولاني والصونغاي موجودين في الشمال ينشطون كرعاة او تجار

• إن الإنقسام لبناء دولة الطوارق الموحدة في المنطقة لا يعد أمراً منطقياً، وإذا وضعنا احتمال حدوثه لن يكون ذلك حلاً للصراع شمال البلاد، إذ ستظهر صراعات بين الأعراق المختلفة التي تقطن المنطقة، وحتى بين الطوارق فيما بينهم بسبب غياب العدالة في التوزيع.


3- اولوية استخدام القوة العسكرية لحل الازمة في مالي:

• حاول الفاعلون الوطنيون والإقليميون والدوليون إدارة هذه الأزمة بشكل سلمي، بالدخول في مفاوضات مع حركة تحرير الازواد وأنصار الدين٬ من خلال منظمة اكواس وبدعم من موريتانيا والجزائر.

• وافقت الجماعتين على الدخول في حوار مع النظام المالي٬ لكن الوضع تدهور فجأة بدخول حركة التوحيد والجهاد وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب المنطقة٬ للاستفادة من الأزمة٬ فجاء التدخل العسكري الفرنسي شمال البلاد في 10يناير 2013 انتهى رسميا في 15 يولو 2014.


4- مظاهر حدة الأزمة في مالي:

• ارسال القائد العسكري الحاج اغ غامو ذو الاصول التارقية نحو الشمال مع قوات عسكرية لاسترداد النظام وتوقيف تمرد الطوارق خلال سنة 2011

• الانقلاب على الرئيس المالي المنتخب امادو توماني توري 2012

• اعلان حركة تحرير الازواد دولة الازواد المستقلة شمال البلاد

• سيطرت الجماعات الارهابية على الشمال، وبدات بفرض تطبيق الشريعة وفقا لمنظورها في المنطقة خاصة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد.

• حاول الرئيس المؤقت ديوكوندا تراوري بناء مؤسسات جديدة، وتكييف خارطة الطريق للتغيير المقدمة من طرف مجموعة دول غرب إفريقيا اكواس في إطار مسار الوساطة الذي كانت تقوده لحل الأزمة بطرق سلمية، لكن تم الاعتداء عليه في تجمع شعبي وارسل للعلاج في فرنسا.

• دفع التوجه المفاجئ للجماعات المسلحة جنوبا نحو العاصمة بماكو، الرئيس المؤقت تراوري إلى طلب مساعدات عسكرية طارئة ، بسبب كسر مسار المفاوضات في بداية يناير 2013، بعد خرق حركة أنصار الدين لوقف إطلاق النار وهجومها على مركز مدينة كونا في العاشر من نفس الشهر وبدأت بالتقدم جنوبا نحو العاصمة باماكو

• اعتبر مجلس الأمن الصراع في شمال مالي تهديدا للسلم والأمن في العالم، وتم التوصية بوجوب التدخل العسكري الفوري من خلال القرار رقم 2085.


5- التدخل العسكري بقيادة فرنسا - يناير 2013

كان الرد سريعا وتوقف بعد فترة قصيرة كمحاولة لعدم التورط في إثارة إشكاليات أخرى، قد تجعل من مقولة أفغانستان إفريقيا أو صومال أخرى موجودة على ارض الواقع، لكون التدخل العسكري قد لاقى معارضة مهمة لعدة أسباب ترتكز في الأساس بالأذى الذي سيلحق بالمدنيين ودول الجوار.

قدمت كل من الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، نيجيريا والسنغال، إضافة إلى العديد من الأطراف الدولية الأخرى، الدعم للتدخل العسكري الفرنسي، كما زار 400 مسؤول أوربي مالي لتقديم التدريب لجيش البلاد، من اجل إعادة الانتشار في الشمال.





• من خلال الخريطة يبدو الانتشار الأولي للقوات الفرنسية محاذيا لمناطق تواجد الجماعات المسلحة، أما تحرك اللاجئين فهناك انتقال داخلي بشكل كبير نحو العاصمة بماكو، كما توجه آخرون إلى الدول المجاورة.

• يرتكز تواجد جماعة أنصار الدين في كيدال وتمبكتو، هذه الأخيرة التي تتركز فيها جماعة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أما جماعة التوحيد والجهاد فتتواجد في غاو.


6- توقف الأزمة بعد الانتخابات الرئاسية - أغسطس 2013كان الوضع في مالي هادئا خلال الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الحالي للبلاد، ابراهيم بوبكر كايتا المدعو ب كانكيليتيجي Kankeletigui الرجل ذو الكلمة الواحدة بلغة البامبارا.

• ولد ابراهيم بوبكر كايتا في 29 يناير 1945 في كوتيالا

• درس العلوم الإنسانية في مالي و السنغال، كما قام بالدراسات العليا في فرنسا حيث أمضى هناك 26 سنة.

• عمل مستشارا في صندوق التنمية الأوربي في بداية الثمانينات، ثم رئيسا لمشروع التنمية شمال مالي

• تدرج في عدة مهام من بينها وزير الخارجية في الفترة الأولى لحكم كوناري، ثم رئيس الوزراء سنة 1994 إلى غاية سنة 2000

• اعتمد على كل من هافاس وفودوHavas et Voodoo، وهي الوكالةالاعلامية التي رافقت ألاسان كاتارا في انتخابات ساحل العاج لسنة 2010، وركز على مظهره العام ليبدو ملتزما دينيا، محاولا القضاء على سمعة الانحلال التي التصقت به من خلال السنوات العديدة التي قضاها في فرنسا، ليبدو مرشحا اشتراكيا محافظا. عبر كايتا عن افتخاره كونه مدعوما من طرف الجيش وقوات الأمن المالية، قائلا:" أنا لست مدعوما من طرف عسكريين، أنا مدعوم من طرف الجيش المالي ككل".

• قال ابراهيم بوبكر كايتا بلهجة توحي بالهيبة يوم 26 جويلية أي قبيل الانتخابات: "عندما تحس بذلك الاندماج مع شعبك فانك سكون رجلا في سلام" المقصود انه لا يخاف من ما ستؤول إليه الانتخابات، لكونه واثقا من شعبيته لدى الماليين.

• استفاد من دعم ونفوذ زوجته زوجته أميناتا مايغا كايتا، وهي من بورام­ غاو رئيسة جمعية ناشطة فيما يتعلق بالبيئة الشباب وحقوق المرأة، شخصية مؤثرة جدا ومحترمة في مالي وهي ابنة الطاهر مايغا أحد آباء الاستقلال في البلاد، وكان لفترة طويلة وزيرا للمالية في عهد موديبو كايتا.


7- المصالحة الوطنية:

- قال شيندوك ولد نجيم زعيم طوارق ولاد نجيم في تومبوكتو، أن الرئيس الذي سيحصل على السلطة يجب أن يعتمد على برنامج أساسه العدالة الاجتماعية، حيث يعترف به جميع الماليين و يحصلون على نفس الحقوق، في هذا السياق يجب مراعاة خصوصية الثقافة التارقية، على أنها مختلفة بشكل كبير، و عليه يجب الاعتماد على نظام المناطق أو المقاطعات الذي لا يعني التقسيم والانفصال.

- قام الرئيس إبراهيم بوبكر كايتا مع تنصيبه رئيسا للبلاد ب:

- تعين وزير للمصالحة الوطنية الشيخ عمر ديارا

- لقاء ممثلي مختلف الجماعات المسلحة في الشمال في قصر الرئاسة الكولوبا The Koulouba. شمل اللقاء تنظيم الشباب الذي نشا لحماية عائلاتهم من مختلف الجماعات المسلحة.

- تم التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية في مايو 2015


الخاتمة:

• يرى العديد من المحللين ان الاستجابة البطيئة للأزمة خلال سنة 2012 وبداية 2013، مكنت الجماعات الإرهابية والمسلحة عموما من تقوية سيطرتها وتجنيد مقاتلين جدد، كذا توسيع مجال تواجدها تخوفا من أي احتمال للهزيمة.

• من اهم الاخطاء التي قام بها النظام السابق، هي استعانة امادو توماني توري بالشخصية العسكرية المعروفة الحاج اغ غامو -قائد جيش في الجيش- لمواجهة التمرد . كان الحاج اغ غامو قائد المجموعة العسكرية المعادية لطوارق افوغاس خلال التسعينات ، لذا فان تعيينه هو بمثابة إعطائه الضوء الأخضر لمواجهة أعدائه القدامى الامر الذي دفع المجموعات التي تضم طوارق افوغاس على غرار جماعة أنصار الدين بقيادة اياد اغ غالي، الى التعاون مع الجماعات ارهابية لمواجهته، دون التركيز على اختلاف توجهاتها مع هذه الجماعات. لكن ضعفت انصار الدين بعد التدخل العسكري الفرنسي و خروج طوارق الافيوغاس منها بعد وفاة زعيمها انتالا اغ الطاهر لاسباب صحية سنة2014.

• قد تؤدي الازمات المركبة او المزدوجة الى انهيار الدولة وتفككها اذا لم يكن هناك تدخل دولي عاجل

• ان اي خطا في تقدير حجم الأزمة مسارها ومستوى الرد عليها والوقت المناسب قد يسبب حربا وصراعا طويلا وهو ماكاد يحدث في مالي لولا التدخل العسكري

• حالة الجذب بالنسبة للأزمة المالية هي دخول الجماعات الارهابية لمحاولة الاستفتادة من الوضع المتوتر والسيطرة على المنطقة لتنفيذ اجنداتها التدميرية

• فشل الإصلاح المهم الذي بدا مع نظام الرئيس ألفا عمر كوناري والفترة الأولى لحكم امادو توماني توري، بالوقوع مرة أخرى في إشكالية الفساد والمحسوبية، التي تضعف البلاد وتجعلها عرضة للانقسام بسبب سيطرة جماعات معينة على الموارد والتوزيع.



المصادر:

• عمر فرحاتي مريم براهيمي. الازمة في الساحل الافريقي: الخلفيات والابعاد. الدار الجزائرية للنشر و التوزيع. الجزائر ، 2017

• سؤال وجواب: كيف حدثت الإبادة الجماعية في رواندا؟7. أبريل/ نيسان 2014

• غيث سفاح متعب الربيعي قحطان حسين طاهر. ماهية الازمة الدولية دراسة في الاطار النظري. مجلة العلوم السياسية . جامعة بغداد. ع: 42. https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=711

• علي هلهول الرويلي. ادارة الازمات: استراتيجية المواجهة. جامعة نايف العربية للعلوم الامنية repository.nauss.edu.sa/bitstream/handle/123456789/55485/

• ثامر كامل الخزرجي. العلاقات السياسية الدولية واستراتيجية ادارة الازمات. دار مجدلاوي للنشر والتوزيع. الاردن 2009.

• بوحنية قوي، الاستراتيجية الجزائرية تجاه التطورات الامنية في منطقة الساحل الافريقي، مركز الجزيرة للدراسات، 2012

• لعياضي ادارة الازمات الدولية: الازمة المالية أنموذجا. مذكرة ماستر . جامعة بسكرة. الجزائر. 2015

578 views0 comments
bottom of page